YouTube Twitter RSS

طلاب اليمن في المانيا

ضع تساؤلاتك في المنتدى

Ads

منذ مدة ونحن نطالع تقارير النمو السكاني في اليمن الصادرة عن برامج الامم المتحدة الانمائية او عن المجلس الوطني للسكان او غيرهم من مراكز الابحاث, الملاحظ في هذه التقارير انها صادمة جدا, فمعدلات النمو السكاني في اليمن ترتفع من عام الى عام وهي من اعلى معدلات النمو في العالم لتصل الى 3,5% سنويا تبعا لكتاب حقائق العالم لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بعد ان كان المعدل الذي ينمو به سكان اليمن في خمسينات القرن الماضي اقل من 2%.

 

 

هذا التزايد الرهيب في عدد سكان اليمن المتوقع تضاعف عددهم خلال العشرين سنة القادمة مع الابقاء على معدلات النمو  كما هي دون ارتفاع, هذا التزايد يهدد عملية التنمية البشرية التي تحاول اليمن عبثا إرساء اساستها مع انه تم تصنيفها في اخر تقرير للتنمية البشرية صادر من الامم المتحدة (2008) بأنها دولة ذات تنمية متوسطة بعد ان كانت في الاعوام الماضية تدرج تحت خانة الدول ذات التنمية البشرية المنخفظة. ترتيب اليمن ال 153 من اصل 177 دولة شملها التقرير يؤكد ان مساعي اليمن في مجالات التنمية البشرية لازالت في مهدها رغم انها في الطريق الصحيح لكن تبقى مشكلة النمو السكاني المتطرد في اليمن عثرة في هذا الطريق.

مع تعداد سكاني يبلغ حوالي ال 22 مليون نسمة نصفه امي ,45%(9,9 مليون) منهم يعيشون على دولارين في اليوم  قد يرى البعض تذيل اليمن لقائمة دول التنمية المتوسطة مجرد تصدر لقائمة دول التنمية المنخفظة,لكن من يتمعن في ما تمر به اليمن من تحديات قد تعوقها احيانا وتتغلب عليها احيانا اخرى سيرى ان بإمكان اليمن التغلب على مشكلة الانفجار السكاني التي لايعي اغلب افراد الشعب تبعاتها على واقعه ومستقبل ابناءه اذا ما تم وضع حلول جادة لهذا المشكلة وتم اشراك افراد المجتمع في تطبيقها.

المزيد من السكان يعني مسؤليات اكبر على عاتق الدولة والمجتمع على السواء, يعني حاجة اكبر الى منشأة تعليمية ومرافق صحية وبنية تحتية افضل في حين ان المنشأت التعليمية الحالية لا تكفي حاجة السكان, فمازلنا نرى مشهد الاطفال في القرى يمشون عدة كيلومترات لاجل الوصول الى اقرب مدرسة مع مرور اكثر من اربعين عام على الثورة وارتفاع الانفاق القومي على التعليم ليبلغ 9,6% من اجمالي الدخل القومي وهي نسبة قد تكون الاعلى على الاطلاق مقارنة ببقية الدول العربية. نسبة العشرون في المائة من السكان (4,4 مليون) اللذين يفارقون الحياة دون بلوغ سن الاربعين في اليمن خير دليل على المشكلات الصحية التي يعاني منها الشعب اليمني ولايجد لها علاج نظرا لضعف الخدمات الصحية. ناهيك عن ازمة المياه والكهرباء التي تدل على عجز واضح في البنية التحتية لليمن التي لا تكفي لتغطية حاجات السكان في وقتنا الحالي فمابالنا بحاجات السكان عند تضاعف عددهم.

وتبقى المشكلة الاكبر مشكلة الاسكان لانها تحوي جميع المشاكل المذكورة سابقا, فمع الطفرة السكانية الحالية تشهد اليمن نمو في نسبة الحضر اللذين  يقومون بزحف سكاني الى المدن الكبرى مثل صنعاء وعدن وتعز, هذا الزحف اللذي يجب ان يقابله ارتفاع في نسبة الخدمات الحكومية التعليمية والصحية او خدمات المياة والصرف الصحي وانشاء الطرق وغيرها  للأسف يضر هذا الزحف بجودة الحياة في هذه المدن بسبب الطلب الهائل على الخدمات مما يؤدي الى عدم انتفاع الجميع بالخدمات المقدمة من قبل الدولة.

اما مشكلة البطالة التي قد يرى البعض انها ناتجة عن التزايد السكاني في اليمن فهي برأي الشخصي ليست الا نتيجة لضعف التخطيط الاستثماري للاستفادة من القوى البشرية وتحويلها الى قوى عاملة مدربة ومتخصصة تساهم في رفع الدخل القومي لليمن مما يمكنها من رفع مستوى حياتها الى الافضل. وتعود مشكلة القوى البشرية الغير متعلمة والغير مدربة وبالتالي غير المنتجة على ضعف التعليم او عدمة لدى فئة كبيرة من المجتمع اليمني فإذا تم حل مشكلة التعليم ارى ان مشكلة البطالة ستضمحل تلقائيا.

من اهم وسائل التنمية البشرية في اليمن عمل الدولة على ابطاء معدل النمو السكاني فالتنمية ليست مجرد حركة بناء وتشيد وتحسين وتطوير ولكنها دراسة لمشكلات الواقع والتفكير في ايجاد حلول لها حاليا وتجنبها على المدى البعيد. ومشكلة اليمن السكانية يمكن حلها ببرامج توعية للسكان تعمل بأهداف يتم التخطيط لها على المدى البعيد. هذه البرامج لايجب ان تكون فقط لتوعية المجتمع اليمني بأهمية تنظيم الأسرة ووسائلها فوسائل تنظيم الاسرة قد تكون معروفة لدى الغالبية فهي مذكورة في مناهج العلوم بدأ من المرحلة الاعدادية (نظرا لسن الزواج المبكر في اليمن )لكن يبقى المشككون في فعاليتها والمحرمون لها عقبة في وجه التوعية لذا وجب على هذه البرامج ان تكون اكثر اقناعا للناس فيتم اشراك اسر تتبع وسائل تنظيم الاسرة تقر بفعاليتها لاقناع غيرها من الاسر خصوصا الريفية منها. واشراك علماء دين وقيادات دينية في الحملات التوعوية سيكون له بالتأكيد الاثر الكبير في اقناع الاسر بأهمية تنظيم الاسرة خصوصا المتخوفين منها بسبب موانع دينية او ما الى ذلك.

يبقى ان نقول ان مشاركة الشعب بكافة اتجاهته ضرورة لابل حجر اساس لانجاح هذه الحملات والعمل على ابطاء معدل النمو السكاني فلايمكن لنا ان نقعد بلاحراك ونرمي بكل مشاكل المجتمع على الدولة والمؤسسات الحكومية كي تقوم بحلها ولكن يجب تفعيل المشاركة العامة وتنمية حس المسؤلية لدى المجتمع بأن هذه مشكلة كل فرد فيه  بحيث تتظافر جهودنا بالعمل المؤسسي في تنظيمه والعمل التطوعي في انتشاره للوصول الى افضل ما يمكن الوصول اليه من نتائج تدفع بعجلة التنمية البشرية اليمنية الى الامام.

 

صفحة نقاش الاعضاء في المنتدى

محرك البحث

احصائيات

عدد الزيارات
548739

المتواجدون الان

3 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع