Ads
كشف الطلاب اليمنيون المبتعثون للدراسة في ألمانيا عن أوضاع إقتصادية وثقافية صعبة، معظمها تتعلق بما أسموه بعبث الملحقية الثقافية وتقصيرها الكبير. وقال الطلاب في حوار مكاشفة في موضوع على موقعهم الإلكتروني - دعوا "المصدر أونلاين" إليه
- انهم يواجهون تهميشاً شبه كاملا من قبل الملحقية الثقافية بالسفارة اليمنية في ألمانيا، مشيرين إلى تأخير استلام المساعدة، وعدم كفايتها لتغطية "الحاجات الضرورية للحياة في ألمانيا، ناهيك عن تكاليف الدراسة". وأشار الطلاب إلى وجود تلاعب في المنح "فبعض الطلاب يستلم منحه لأكثر من 10 سنين، والبعض الآخر يفقدها بعد سنتين"، مؤكدين ارتفاع الأسعار في ألمانيا بشكل كبير عن الوقت الذي حددت فيه قيمة المنحة المالية لكل طالب.
وقال أحد الطلاب ان "الوساطة في وطننا الحبيب ينتج بالتأكيد ابتعاث لكمية هائلة من الطلاب ذوي الوساطات والأوامر العليا .. وهؤلاء يشكلون عبئاً مالياً على الدولة مما يقلص الفرص على الكثيرين ممن لديهم الاهلية في الابتعاث والدراسة"، مشيراً إلى أزمة في الثقة بين الطالب المغترب والمؤسسات المحلية مما جعل الطالب يبدأ بالتخلي عن فكرة الإعتماد على السفارة. وأرجع طالب آخر كل ما يواجهه الطلاب من مشاكل إلى مشاكل الأمور المالية والإهمال "المقصود وغير المقصود" من قبل السفارة وملحقيتها الثقافية، متسائلا "ما هو عمل طاقمها المكون من 5 أو 6 أشخاص .. فهم لا يقومون بأشياء تذكر سوى جلوسهم على الكراسي الى أن تصل الكشوفات و المستحقات المالية ثم يقومون بعملية الصرف مع التأخير في أغلب الأحيان " مقترحا تغيير اسمها إلى"Kasse" أي الصندوق الذي يتم منه إستلام الموظفين لرواتبهم.
واضاف "نحن في عالم المجهول بالنسبة لملحقيتنا الثقافية ،و كم تمنينا أن يأتي من يسأل عنا و عن حالنا و عن مستوياتنا العلمية وعن تحصيلنا الدراسي أسوة ببقية الطلاب من الدول الشقيقة"، مؤكدا عدم وجود أي تواصل يذكر بين الملحقية والجامعات الألمانية. وتسائل الطالب "هل يحق لطلاب اليمن أن يتساءلون عن من يرعاهم و يتابع أحوالهم ؟ وهل تخضع الملحقيات الثقافية إلى الرقابة و المحاسبة من قبل الجهات المعنية في الدولة ؟ أم أنه لا سلطان عليها ؟" متهما الملحقية بأنها مازالت تتهرب من تصفية عهدته الى اليوم. حسب قوله.
طالب آخر أكد ان الوضع الحالي للمنحة مرفوض من قبل السلطات الألمانية لذا تعمد السفارة – حسب قوله- إلى إرسال "اثباتات كاذبة ان الطالب يستلم 600 يورو شهرياً .. حتى تقبل السلطات المحليه منح الأقامة او تمديدها، بينما الواقع غير ذلك" مشيرا إلى مشكلة أخرى وهي عدم استفادة الدولة من إمكانيات الطلاب بعد التخرج وتوفير فرص عمل لهم داخل البلاد برواتب كريمة، واضاف: اذا كانت الحكومة تصرف ملايين الدولارات على الابتعاث فالأولى انها تستفيد من هذا الإنفاق.. بدلاً من أن تأكل ثمار هذا الابتعاث الشركات الألمانية أو الخليجية".
وقال أحد الطلاب أيضا أن حالات معيشية ودراسية صعبة وصل إليها عدد كبير من الطلاب، متسائلا بحسرة هذا الوضع المؤسف من المذنب فيه؟، متمنيا أن تتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها. صدمة ثقافيةإلى ذلك ذكر الطلاب مشاكل ثقافية يواجهونها في ألمانيا تتمثل في الصدمة الثقافية التي يتعرض لها كل طالب يمني يصل جديد الي ألمانيا والتي تعتبر برأي أحد الطلاب من اخطر الصدمات النفسية التي يتعرض لها الانسان، متسائلا "من يقف بجانب الطالب المسكين ليوجهه إلى الاتجاه الصحيح قبل فوات الأوان؟".
وأضاف: "جئنا من حياة العالم الثالث إلى حياة العالم الأول ونواجه مشاكل قانونية لم نكن متعودين عليها، وثقافة مجتمع منضبطة وتحترم الوقت والمواعيد والصدق والأمانة وهذه مقومات تختلف كليا عن طبيعة الحياة في اليمن حيث لا قانون يحترم من المواطن ولا التزام بالوقت و...". وذكر الطالب نفسه مشاكل أخرى تتمثل في "اللغة، ومحاولة دخول مرحلة السنة التحضيرية بشكل سريع للحصول على تامين صحي حكومي و سكن جامعي وهو ما يتبعها دخول الجامعة بدون مقومات ثقافية كافية و بدون لغة تساعده في الدراسة"مشيرا إلى ان هذه المشاكل تشترك فيها ثلاثة أطراف:
الحكومة اليمنية، والطالب، والحكومة الألمانية.
مضيفا: السفارة اليمنية لا تبذل أي مجهود لخدمة الطلاب ومساعدتهم , فالرابط الذي يربط الطلاب بالسفارة هو جواز السفر فقط، كما أن الخطأ من الطالب حينما يفكر بالاقتصاد على حساب مستقبلة في تعليم اللغة و السكن، أما خطأ الحكومة الألمانية فهو الضغط على الطلاب بدخول الجامعة خلال سنتين منذ دخوله ألمانيا و عدم تاهيل مرحلة السنة التحضيرية- حسب قوله. واقترح الطالب برنامج تأهيلي للطلاب اليمنيين المقرر ابتعاثهم الى ألمانيا يتمثل في دراسة اللغة الألمانية لمدة 9 اشهر في اليمن والحصول على شهادة متوسطة في اللغة الألمانية، بالإضافة إلى حلقات تعليمية عن الحياة والنظام في المانيا".
مشاكل داخلية:وذكر الطلاب مشاكل أخرى داخلية تتمثل في ما وصفوه بالفوضى التي تعم الوسط الطلابي اليمني.واتهم احد الطلاب "اتحاد الطلاب اليمنيين في المانيا" بأنه "نموذج لحالة الفوضى وانه في واد والطلاب في واد آخر". واشار الطلاب إلى "فجوة عميقة وغير طبيعية بين الطلاب وحالة من الجفاء تصل إلى مرحلة العداء –حسب وصف أحد الطلاب- متسائلاً : لماذا لا ننمي روح التعاون والإخاء بيننا؟ وطالب الطلاب بتأسيس اتحاد منتخب من الطلاب يعبر عن هموم الطلاب ومشاكلهم.