السياسية نت >> مقالات
نعم المرضعة .. وبئس الفاطمة! الأربعاء 13 يناير 2010
أحمد غراب:
اعتاد الكثير من المسؤولين على الرضاعة غير الطبيعية من الخزينة العامة، حتى أصبحت هذه الخزينة العجفاء نعم المرضعة وبئس الفاطمة؛ فلو كان الفساد والتهبيش حولين كاملين لهانت المسألة؛ المصيبة أن المسؤول الذي أرضعته الخزينة العامة من المستحيل أن تفطمه الهيئة العليا لمكافحة الفساد، ولو استوردنا له مليون بقرة دانمركية أو هولندية.
لا يملك المرء إلا أن يصاب بالإحباط الشديد وهو يستطلع أرقام الفساد في عام 2009، وهي مبالغ بالتريليون. ولا أخفيكم أيها السادة القراء أنني حتى الساعة لا أعرف كم يبلغ التريليون ريالا يمنيا!
قبل أيام صعدت مع صاحب "دبَّاب"، وأخذ يدقق في وجهي وكأنه ضابط مخابرات، ثم قال لي: "هو انت احمد غراب!!؟". قلت: خير إن شاء الله! أضاف بسخط: "هو انت الكاتب اللي كلما كتب مقال في مسؤول فاسد حصل المسؤول على ترقية!!".
بقليل من الإمعان والمراجعة اكتشفت شيئا في غاية الغرابة، وهو أننا بقدر ما ننتقد الفاسد يترقى في سلم المناصب.
ويبدو -والله أعلم- أن الحكومة قررت أخيرا أن تحدد معيار الترقيات بالمقالات التي تطال المسؤول الفاسد!
يعني إذا كنت مديرا عاما وفاسدا وتشتي تترقى إلى رئيس مؤسسة، يلزمك عشرة مقالات من العيار الثقيل.
أما إذا كنت وكيل وزارة أو رئيس جامعة وبحاجة لأن تصبح وزيرا تحتاج إلى ما لا يقل عن خمسين مقالا وعشرة تحقيقات منشورة في عدة صحف محلية. ويفضل أن يحصل المسؤول المتقدم للترقية على فضيحة فساد لا تقل قيمتها عن خمسين مليون ريال يمني.
وتختلف الترقيات بحسب العملة التي تهبش بها المسؤول. فالمسؤول الذي يتهبش بالدولار واليورو والاسترليني يحصل على ترقية أسرع.
قُصر الكلام: ما فائدة الكتابة والصحافة والهيئة العليا لمكافحة الفساد إذا كان الفاسدون مستمرين في فسادهم!!؟
نعود مرة أخرى إلى المشكلة الرئيسية التي سيظل الفساد مستمرا ما لم نجد لها حلا، وهي أن المسؤولين الفاسدين تعودوا على "حليب كامل الدسم" ومن الصعب أن نفطمهم منه، فما الحل؟!
هناك حلول لهذه المشكلة سأضعها بين أيديكم في مقالات قادمة بإذن الله.
المصدر : السياسيه نت - وكاله الانباء اليمنيه (سبأ)
http://www.alsyasiah.net/Op.Search.php? ... &sid=30423