..




حالة السخط تتمدد بشكل مخيف ومتسارع هذه الايام لاسيما مع دخولنا الشهر الثاني من الربع مما يعني الجولة الثانية من الاقســاط الشهرية “ التي فشل سدادها في الجولة الاولى “ وهي مرحلة امتعاظ مكررة تنبئ باقتراب لحظة الانفجار في وجه الجميع لاتلبث ان تهدأ وتتراجع بمجرد استلام المنح !

مايدهشني هو تكرار الاحداث واستنساخ ممل لذات المشكلة .. فنحن نستقبل نفس المشكلة كل ربع وكأن الموضوع طفرة مفاجئة و تقصير غير معتاد عليه فنبالغ في ردات فعلنا ونعيش حالة من الخلط بين المؤسسات الالمانية وبين الملحقية الثقافية التي تتبع سفارتنا والتي تمثل امتداد طبيعي ومؤسسة يمنية حملت معها الارث التاريخي في التسيب وفقدان الشعور بمصائر الاخرين .. ولا نتناول المسألة كمجموعة اكتسبت مناعة من نفس المشكلة كل ربع .. بالتالي لا نتعاطى مع المسألة بموضوعية وهدوء وانا اعلم بان كلمة هدوء في الوضع الراهن مستفزة الى حد ما ..
والمدهش ايضاً ان تقصير الملحقية “ مع ادراكنا بان المنح لم تصلها بعد “ لا يتم تداوله الا عندما نشعر بضائقة مالية .. بعدها يتم اسكاتنا بالمنح “ فتبدو من الناحية الشكلية كرشوة مقابل ارجاء السخط للربع القادم “ وتبدأ بعدها صولة جديدة من الانفعالات بمجرد احساسنا بانتهاء الجرعة المخدرة “ مبلغ الربع السابق “ ..

نحن “ من وجهة نظر العبد الفقير على الاقل “ نفتقر الى ثقافة الاحتجاج .. ونرى ان التشهير بالملحقية وبشخوصها مادة اعلامية خصبة وسلاح فتاك ..أودى بمن كان قبلهم “ وهذا صحيح من الناحية النظرية “ .. لكننا تجاوزنا خطوط عريضة قبل اللجوء الى هذه الخطوة .. وافتقارنا الى اللمسة التنظيمية في الاحتجاج واعتمادنا على المبادرات الفردية - التي تحدث عادة كانفجار مفاجئ لوضع احد الطلبة - كما حدث مع الطالبة رولا مرده الى جملة من الاسباب :

اولها .. الاتحـــــــــاد .. هذه المؤسسة العاجية المستعصية على الفهم .. بتحالفاتها بقياداتها بتحركات اصحابها .. بكل شيء .. كل شيء يبدو غامضاً .. ويذكرني ( وهنا سيتهمونني بالمبالغة ) بالعرب في فترة الحرب الباردة وحالة الاستقطاب بين امـــــريكا والمعسكر الشرقي ,, حينها لعب العرب اما دور المشاهد فاقد الحيلة او المتواطئ !!

وهنا جملة من التساؤلات تطرح على الاتحـــاد وقيادته الجديدة .. الى اي عرب تنتمون اليوم ؟ .. ولماذا يختبئ هذا التنظيم عندما تطفو المشاكل على السطح ..ثم يعود عندما يهدأ الجميع حاملاً معه أجندة كاملة من حفلات الشوي وحفلات التكريم والعاب كرة القدم وكأننا نعيش نهضة اقتصادية ينقصها فقط الجانب الترفيهي ؟ ..

لايخفى هنا على احد ان الاتحاد هو المؤسسة الوحيدة القادرة على التعبئة والتنظيم لاي احتجاج .. وأرى ان اي محاولات خارج اطاره فاقدة التأثير .. بل سيعاقب منظموها لانهم كانوا افراداً ولانها ستظهر لدى المسؤولين كأنها محاولات فردية يائسة حاقدة تستحق العقاب حتى تكون عبرة لاي مخطط احتجاجي قادم .. وسيؤدي هذا بطبيعة الحال الى تدجين الغضب والشعور بالظلم والقبول به بل واستساغته مستقبلاً !!!
بينما الاتحاد بكارزميته وهيكله النقابي قادر على زرع الفكرة في قلوب الجميع والانفاق على اي اعتصام من ميزانيته الخاصة التي تنفق عادة في حفلات الشواء !

ولان اعضاء الاتحاد وهيئاته الادارية منشغلين اما بتربية الاولاد “ دراسة شخصية اعدتها شفويا مع احد اصدقائي أن 70 ٪ من مراكز القوى في برلين وبون وغرايسفالد وغيرها من المدن هم من الطلاب المتزوجين والاباء الحديثين .. ولا أدعي بان هذا سبب تعطيل العمل النقابي الذي بحاجة الى شباب عازبين عادة .. لكني افترض جدلاً بانه ادى بشكل او باخر الى شيخوخة الاتحاد “ .. او منشغلين باشغالهم الخاصة “ وهذه دراسة اخرى قمت بها وهي ان مجموعة كبيرة من اعضاء واداريي الاتحاد يعملون برواتب متوسطة تساعدهم على الصمود في فترات التأخير - وهم بالطبع غير ملامين هنا - لكنه يزيد المسافة بين الاتحاد كنقابة والطلاب ( الغلابة ) الغير قادرين على العمل ويؤدي الى فقدان الاحساس بالاخرين ومعاناتهم “

واتذكر في احدى فترات الجدل الطويل بين الادارة السابقة وبعض الطلاب ان زكريا الوشلي طرح سؤالاً دقيقاً .. لكن يبدو انه كان فوق مستوى الاتحاد وادارته التي عجزت عن الرد عليه حتى الان .. وهو تعريف كلمة الاتحاد وتعريف العلاقة بين الاتحاد والطالب .. ونظرة الاتحاد للطالب الغير دافع للاشتراك ؟ مفهوم الانتماء ؟ عمق العلاقة ؟ افق التعاون ؟ .. وهل الاتحاد نقابة تمثل الجميع بصرف النظر عن الاشتراكات .. ام انه مجرد نقابة مؤدلجة لاتتجاوز تقديم المساعدة فيها مستوى العلاقات الشخصية والولاء للرئيس ( رئيس الاتحاد ) وشلته ؟ ... الكثير والكثير من التساؤلات التي لاقت مصير غيرها من التطنيش والازدراء !


ثانيـــــاً .. ماحدث مع الطالبة رولا يبدو انه سيتكرر في الاشهر القادمة .. ولا أرى ان هناك داعياً للوقوف المطلق معها ومناصرتها دون الاقتراب الكافي من الموضوع وحيثياته مع احترامي لتجربتها الشخصية التي اثارت الموضوع فعلا بغض النظر من تطاول على الاخر في التلفون .. فمن خلال قراءتي للتعليقات في مأرب برس رأيت مجموعة من الطلاب تستغرب ما حدث معها لان الطاقم الجديد اكثر أدباً ولياقة ( على الاقل في التلفون ) من الادارة السابقة السيئة السمعة والصيت ... وهذا يجعلنا نستخلص مماحدث ان المشادات الهاتفية ليست منهجاً ثابتاً لدى اي ادارة من الادارات .. لكننا ندرك المزاجية الجينية الموجودة عند اي موظف حكومي ووضعه للوائح والقوانين في سلة المهملات مقابل ( كرامته ) الشخصية على التلفون .. لذلك عدم التطرق بشكل مباشر للسؤال عن الموضوع في التلفون ولهجة التشكيك والتخوين ستثير اعصاب عميدة شعلان بالتأكيد .. وقد وردني من اكثر من مصدر بانها دكتورة محترمة وامرأة تكنوقراط واستاذة في التاريخ لكن سلوكها مع زملائها والطلاب يترك انطباع بانها تعاني من عقدة السلطة والتحكم ومبدأ الحزم المفرط .. وهذا ما سيؤدي برأيي للاشتباك المباشر مع الطلاب يوماً ما وستنتهي المعركة كالعادة لصالح الطالب .. كون حركة المجتمع تنتصر دائماً على النخبة ! .. ونحن نموذج مصغر للمجتمع بالتأكيد ..




30.01.2010

كلام جميل جدا , ومصاغ ايضا بطريقه جميله..
ولكن اخي محمد نحن في الوقت الحالي يجب ان نخطط لعمل شئ ..
فكما ترى كل الناس ضد السفاره في الصحف والمنتدى ,تشكي وتبكي , وعند الجد كما هو المعتاد , خمسه الى عشره طلاب من ٢٠٠٠ طالب .. كما في بيان جدول الاعتصام , والباقي بتاع كلام ,,يعني اظهار مواهب فقط مع احترامي